الهيئة العالمية الأمازيغية تدين بشدة الاعتداء على العلم الأمازيغي في ليبيا وتحذر من خطورة هذا التصرف المستفز
تتابع الهيئة بقلق بالغ واستياء شديد تصرفات بعض الأفراد، الذين يرتدون زي وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، حيث أقدموا على وضع العلم الأمازيغي على الأرض وإجبار السيارات على الدوس عليه. هذا السلوك الاستفزازي يشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة ليبيا الوطنية، وتماسكها الاجتماعي، وتنوعها الثقافي واللغوي.
وإذ تستنكر الهيئة هذا الفعل المشين، الذي يعد انتهاكًا صارخًا لرمز ثقافي وهوية مشتركة لجميع الأمازيغ في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، فإنها تشيد بالوعي الكبير وردود الفعل القوية التي عبر عنها المواطنون الأمازيغ في ليبيا، إلى جانب رؤساء البلديات الناطقة بالأمازيغية، والمنظمات الحقوقية والنقابية، ومؤسسات المجتمع المدني.
وفي هذا السياق، تحمل الهيئة وزير الداخلية بحكومة عبد الحميد الدبيبة المسؤولية الكاملة عن هذا الانتهاك، مطالبة بمحاسبة المتورطين وتقديمهم للعدالة. فمثل هذه الأفعال لا تهدد فقط التماسك الاجتماعي في ليبيا، بل قد تمتد تداعياتها إلى دول شمال إفريقيا، حيث إنها تؤجج الكراهية والانقسامات، وتهدد استقرار ليبيا التي بذل شعبها تضحيات جسيمة للخلاص من الحكم الدكتاتوري.
وتدعو الهيئة كافة القوى الوطنية في ليبيا إلى التصدي لمثل هذه الممارسات التي تسعى لإثارة الفتن والانقسامات بين الليبيين، محذرة من العواقب الوخيمة لهذا التصرف على النسيج الاجتماعي في البلاد.
كما تجدد الهيئة دعمها القوي للأمازيغ في ليبيا في نضالهم المشروع لنيل حقوقهم الكاملة، وعلى رأسها الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية كلغة رسمية في الدولة الليبية الجديدة.
وتناشد الهيئة الأحزاب والمكونات السياسية الليبية ضمان مشاركة الأمازيغ في عملية صنع القرار السياسي، والعمل على صياغة دستور ديمقراطي يعكس التعددية الثقافية واللغوية، ويضمن الحقوق الكاملة للأمازيغ في إطار دولة فيدرالية موحدة ومزدهرة. وتؤكد أن الأمازيغ يشكلون ركيزة أساسية للاستقرار والوحدة والتقدم في ليبيا، وهم قوة دافعة نحو بناء دولة مدنية حديثة تقوم على أسس الديمقراطية والعدالة والمساواة واحترام حقوق الجميع.
رشيد راخا، رئيس الهيئة العالمية الأمازيغية