حرب السودان: معاناة بلا نهاية
منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تفاقمت الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة. فقد أدت هذه الحرب إلى نزوح أكثر من 14 مليون شخص، مع حاجة نحو 25 مليون شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة. وتُعد هذه الأزمة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية.
في أغسطس 2024، حذرت اللجنة العالمية لمراقبة المجاعة من خطر حدوث مجاعة من المستوى الخامس في شمال دارفور، خاصة بالقرب من الفاشر، مع توقعات بحدوث أوضاع مماثلة في مخيمات النازحين. وتشير التقارير إلى وفاة أكثر من 1,050 شخصًا جراء الجوع، ونزوح أكثر من 9 ملايين آخرين بسبب المجاعة والصراع.
في ظل استمرار الحرب، يعاني السوريون المقيمون في السودان من انتهاكات لحقوق الإنسان وعمليات نهب، مما يزيد من صعوبة أوضاعهم. وفي محاولة لإنهاء النزاع، اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسط بين السودان والإمارات العربية المتحدة لتحقيق السلام. وقد رحب رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، بهذه المبادرة، معربًا عن أمله في أن تسهم في تحقيق جهود فعلية لإنهاء الحرب.
وسط هذه الظروف القاسية، يعتمد السودانيون بشكل كبير على التبرعات والمساعدات الإنسانية لتأمين الغذاء للأسر المتضررة. فكل مساهمة قد تحدث فرقًا في حياة العديد من الأشخاص من خلال توفير الطعام والمياه والرعاية الصحية. إلا أن تعليق بعض المساعدات، مثل تلك المقدمة من الولايات المتحدة، زاد من تفاقم الأزمة، مما عرّض ملايين النساء والأطفال لمزيد من المخاطر.
وفي مارس 2025، أعلنت الأمم المتحدة تخصيص 110 ملايين دولار لدعم عشر أزمات إنسانية، من بينها السودان، باعتباره من بين الأوضاع الأكثر كارثية. ويهدف هذا التمويل إلى التخفيف من معاناة ملايين السودانيين المتضررين من الحرب والمجاعة.
إن الوضع في السودان يستدعي تكاتف الجهود على المستويين المحلي والدولي لإنهاء الصراع وتقديم الدعم الإنساني اللازم. ويتوجب على المجتمع الدولي العمل بجدية لضمان تحقيق السلام والاستقرار، وتسهيل وصول المساعدات، ودعم إعادة إعمار البلاد.
المتوسطي24