ثـقـافـة

نداء الجمعية العالمية الأمازيغية للدفاع عن الهوية الأمازيغية في مواجهة خطاب الكراهية والعنصرية في شمال إفريقيا

تعرب الجمعية العالمية الأمازيغية عن بالغ قلقها إزاء تصاعد الخطابات العنصرية والتحريضية ضد الهوية الأمازيغية (البربرية)، إلى جانب ازدياد التصريحات المسيئة والمنكرة لهوية ضاربة بجذورها في تاريخ شمال إفريقيا. ولا تزال بعض الجهات تعيد تكرار خطاب قديم يربط الأمازيغية بالصهيونية وأجهزة الاستخبارات الأجنبية، بهدف تشويه صورة المدافعين عن القضايا الوطنية الذين يضعون مصلحة أوطانهم فوق صراعات لا تخصهم.

وقد صدرت مؤخرًا تصريحات خطيرة من أحد أذرع النظام العسكري الجزائري عبر قناة تلفزيونية إماراتية، تضمنت اتهامات مباشرة وتحريضًا ضد الأمازيغية والأمازيغ في الجزائر، ما يشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة الشعب الجزائري بتعدده اللغوي والثقافي. وتتعارض هذه التصريحات مع الدستور الجزائري الذي يعترف بالأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، كما تمثل انتكاسة لمسار نضال طويل خاضه الأمازيغ من أجل حقوقهم.

الأخطر من ذلك أن من أطلق هذه التصريحات يقدَّم كأكاديمي، وهو ما يعمّق جراح الحرب الأهلية الجزائرية الماضية ويهدد السلم الاجتماعي، ما لم تتحرك الجهات المختصة بشكل عاجل لوضع حد لهذه الخطابات العنصرية والتحريضية.

وفي السياق نفسه، فإن رئيس الحكومة المغربية الأسبق وزعيم حزب سياسي تولّى قيادة الحكومة بعد دستور 2011، تجاهل لسنوات إصدار القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، بل استمر في مهاجمة اللغة الأمازيغية والشعب الأمازيغي مستخدمًا ألفاظًا سوقية ومصطلحات مهينة في حق المغاربة المدافعين عن القضايا الوطنية قبل غيرها. وهذا يعكس انقطاعًا عن الهوية الثقافية الوطنية وخضوعًا أعمى لمراجع أيديولوجية مشرقية لا تخدم المصلحة الوطنية.

إن تصاعد هذه الخطابات يظهر أن بعض التيارات لا تزال تلجأ لأساليب متجاوزة واتهامات عبثية بهدف شيطنة الأمازيغية وتشويه صورة الأمازيغ، خدمةً لأجندات أيديولوجية لم يعد لها مكان في ظل وعي وطني متزايد وانتماء متجذر لدى شعوب المنطقة.

وبناءً عليه، تطلق الجمعية العالمية الأمازيغية نداءً جديدًا للتصدي لكل مظاهر التمييز وخطابات الكراهية ضد الأمازيغ وهويتهم، وتدعو شعوب شمال إفريقيا إلى التوحد والتضامن من أجل الدفاع عن القضية الأمازيغية كقضية مشتركة بين كل شعوب تامازغا (المغرب الكبير)، ورفض الأصوات النشاز التي تسعى لإشعال نيران الحقد والصراعات الداخلية، في انتهاك للدساتير والقوانين الوطنية والمواثيق الدولية.

وتجدد الجمعية دعوتها إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي للتدخل العاجل ووقف جرائم التطهير العرقي والإبادة التي يتعرض لها شعب أزواد على يد الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس.

كما تدعو السلطات الليبية إلى إدماج الأمازيغ في عملية اتخاذ القرار السياسي وفي مؤسسات الدولة، والاعتراف باللغة الأمازيغية في الدستور القادم، أسوة بما جرى في المغرب والجزائر.

وفي الختام، توجه الجمعية العالمية الأمازيغية نداءً إلى كل المناضلين والجمعيات الأمازيغية في مختلف بلدان شمال إفريقيا وفي المهجر لتكثيف جهودهم، والدفاع عن المكتسبات، ومواجهة كل من يحرض ضد الأمازيغية والشعب الأمازيغي.

توقيع:
رشيد الرخا، رئيس الجمعية العالمية الأمازيغية
www.amamazigh.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى